في صباحٍ يُشبه هذا..
ردَّ اللهُ يوسف إلى يعقوبٍ عليهما السلام بعد غيابٍ أجمعَ أهل الأرض وقتها أن رجوعه مُستحيلاً ،
قالوا فقدَ عقله وبصره مِن الشوق الذي أضناهُ،
أقسموا أنه جُنَّ ولن يحدث ما يتمناهُ ليلَ نهار،
أيأسوه
وتركوه
وأفلتوا أيديهم مِن يقينه بِشكِّهم،
لكنه كان نبيَّا صابرًا عليه السلام بأمل،
راضيًا بإيمان،
داعيًا بيقين،
مُنتظرًا للفرج الذي لم يكلَّ منه أبدًا ولم يمل،
برغم أنه ظلَّ ينتظر عودة يوسف أكثر من أربعين سنة،
وبعدها..........
وقد طال ليله مهمومًا يئِن يشكو بثه وحُزنه إلى من لا يغفل ولا ينام،
الحي القيوم الذي لا يشغله أمر أحدٍ عن أمر أحد..
أتته البُشرى على مهلٍ وتحققت بأمر الله على عجلٍ،
ارتدَّ إليه بصره،
وجُبر خاطره من بعد فقدٍ وكسر،
وسكنت جوارحه بعد اضطراب،
وهدأ فؤاده بعدما عاش عُمرًا مِن القلق،
أتاه عوض الله،
وها هو يوسف الصدِّيق في حُضن يعقوب الصابر "ملكا".
ألا فأبشر..
فأنت أيضًا على موعدٍ من الجبر بعد مرار كسرك،
وعلى موعد مع العِوض بعد ألم فقدك،
وعلى موعد مع الفرح بعدما طال حُزنك،
أمَا وإن ربَّ يوسف ويعقوب عليهما السلام هو ربي وربك
وهو رب العباد كلهم،
ما خاب من أودعه شتات أمره،
واستودعه بيقينٍ خاطره وجبره ،
وترك حِبال الناس واستمسك بحبِله..
أمَا واللهِ؛
إنَّ فرجَ الله آتيك حاملًا لك عِوضًا يفوق خيالك،
وجبرًا لا تدري مِن شدة فرحك ،
ولذة جبرك .... سواء أأنت ليلًا أم صُبحاً.